الجغرافيا السياسية لفلسطين حاليا

جغرافياتاريخ

10/25/20222 دقيقة قراءة

أهمية معرفة الجغرفيا:

- الموقع

- المناخ

- المواصلات، ومعرفة الطرق الواصلة

- المصادر الحيوية، الماء الدافئ، الثروات فوق وتحت الأرض، مصادر المياه، وغيرها

- الجانب الأمني، تأثير دول الجوار

- فهم التاريخ، والسياسة، وغيرها من المواضيع

الأهمية الجغرافية لفلسطين:

- المناخ المتنوع، والأرض الخصبة

- التنوع التضاريسي، بين الجبال، السهول، البحر، النهر، الصحراء

- ساحل البحر المتوسط، الغني بالكثير من الثروات، وأهمها الغاز

- طريق واصل بين مستعمرات بريطانيا في الهند ودولة بريطانيا

- تربط بين أهم 3 قارات في العالم، آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وفي نفس الوقت هي تعمل على فصل الأراضي العثمانية عن بعض، فاحتلالها يُضعف من قوة تماسك الدول العثمانية، وكان هناك دائما تخوف من هذه الأراضي لأن أغلبها موحّد بلغة واحدة، وتاريخ واحد، ودين واحد، وهذه قوة مخيفة. فاحتلال فلسطين فيه مصالح مشتركة بين اليهود والبريطانيين والغرب بشكل عام، فمن جهة هذا القسم "فلسطين"، يُضعف الخلافة العثمانية باحتلاله، ومن جهة أخرى يتخلص الغرب من اليهود بإجلائهم لهذه الأرض، لذلك الحرب التي تقوم بها إسرائيل هي بالوكالة عن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الأوروبية الأخرى، فتبقى الدول الغربية أمام العالم وأمام شعوبهم، بوجه الدول العادلة البريئة من دماء الناس.

إقامة المستوطنات اليهودية، تمهيدا للسيطرة الجغرافية والديموغرافية على المنطقة

"حدود إسرائيل ستُعينها الأجيال القادمة" بن غوريون

أي أنه لا حدود جغرافية لتأسيس دولة إسرائيل!

تاريخ الاستيطان اليهودي في فلسطين[1]

بدأت فكرة الاستيطان في فلسطين، بعد ظهور حركة الإصلاح الديني على يد الراهب الألماني مارتن لوثر، مُطلق عصر الإصلاح في أوروبا، حيث سعى أصحاب المذهب البروتستانتي الجديد لسحب قدرة الكنيسة عن التحكم بكل شي، وخاضوا حروب "التنويرون والكنيسة"، في العصور الوسطى"عصور الظُلمات" بالنسبة لأوروبا، وبدأوا أيضا بالترويج لفكرة تقضي بأن اليهود ليسوا جزءا من النسيج الحضاري الغربي، وإنما هم شعب الله المختار، ووطنهم المقدس فلسطين، ويجب أن يعودوا إليها. وكانت أولى المطالب لتحقيق هذه الفكرة ما قام به التاجر الدنماركي أوليغربولي عام 1695م، الذي أعد خطة لتوطين اليهود في فلسطين، وقام بتسليمها إلى ملوك أوروبا في ذلك الوقت، وفي عام 1799م كان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت أول زعيم دولة يقترح إنشاء دولة يهودية في فلسطين أثناء حملته الشهيرة على مصر وسوريا.

وبعد ظهور الحركة الصهيونية كحركة سياسية عملية، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، سعت هذه الحركة إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية، وكان من أبرز نشطائها لورنس أوليفانت 1888-1820م، الذي كان عضوا في البرلمان الإنجليزي، وعمل أيضا في السلك الدبلوماسي الإنجليزي، فهو اعتقد بضرورة تخليص اليهود من الحضارة الغربية بتوطينهم في فلسطين، وادعى أنه يجب إدخالهم كعنصر لإنقاذ الدولة العثمانية من مشاكلها الاقتصادية، لأن اليهود يتمتعوا بذكاء في الأعمال التجارية، ومقدرة على جمع الأموال؛ ومن أجل الترويج لذلك، نشر كتاب بعنوان (أرض جلعاد) في عام 1880م، اقترح فيه إنشاء مستوطنة يهودية شرقي الأردن، شمال البحر الميت، لتكون تحت السيادة العثمانية بحماية بريطانية. وكذلك شجع استعمار اليهود في فلسطين والمناطق المجاورة عن طريق إقامة مستوطنات جديدة.

بالإضافة إلى أوليفانت، حاول العديد من زعماء اليهود في القرن التاسع عشر القيام بمشاريع لتوطين اليهود في فلسطين، ومن بين هؤلاء مونتفيوري (1784- 1885م)، الذي حاول استئجار 200 قرية في الجليل لمدة 50 عاما مقابل 10%- 20% من إنتاجها، إلا أن هذه المحاولة فشلت أمام رفض الحاكم المصري لبلاد الشام آنذاك، ثم نجح في الحصول على موافقة السلطان العثماني، بشراء عدد من قطع الأراضي بالقرب من القدس ويافا، وأسكن فيها مجموعة من العائلات اليهودية، إلا أن هذه الخطوة أخفقت أيضا تحت تحفظ السلطات العثمانية لمشاريع الاستيطان في فلسطين. كما بذل "وليم هشلر" جهودا في جمع تبرعات مادية وإرسالها إلى الجمعيات الصهيونية؛ لتشجيع الاستيطان في فلسطين تحت الحماية البريطانية.

أما المُبشِرون الأمريكيون، فقد ساهموا في عودة اليهود إلي فلسطين، ففي النصف الأول من القرن التاسع قام أحد قادة البروتستانت بالهجرة إلي فلسطين وأنشأ هناك مستوطنة زراعية يهودية؛ لتدريب المهاجرين اليهود على الزراعة. وكذلك قامت السيدة كلواندا مانيور (زوجة أحد كبار التجار وهي من البروتستانت) بإرسال مجموعة من رجال الدين المسيحي للهجرة إلي فلسطين عام 1850م، ومَلَكت مساحات شاسعة من الأراضي، ووهبتها لإقامة المستوطنات اليهودية.

وهكذا ساعد البروتستانت اليهود في دخول فلسطين، وقام الإتحاد الإسرائيلي العالمي (الاليانس) الذي تأسس عام 1860م، باستئجار 2600 دونم لمدة 99 عاما، أقيمت عليها مدرسة زراعية بدعم من البارون روتشيلد لتدريب اليهود المهاجرين على الزراعة.

وفى عام 1870م، تم تأسـيس مسـتوطنة (مكفا إسرائيل) وتعنى أمل إسرائيل في لواء القدس، التي أنشأت مدرسه كانت تهدف إلى تزويد المستوطنين اليهود بالخبرة الزراعية وتقـديم التسهيلات لهم، هذا ويعتبرها المؤرخون اليهود أول مستوطنه زراعية يهودية في فلسطين.

في عام 1878م، قامت مجموعة من اليهود بشراء 3375 دونما من أراضى قرية ملبس، وتم تسجيلها باسم النمساوي سلومون، فكما قلنا في بداية الأمر كانوا يسجلون الأراضي بأسماء أشخاص من جنسيات مختلفة حتى توافق الدولة العثمانية على البيع، واستمرت المحاولات اليهودية للسيطرة على الأراضي الفلسطينية حتى عام 1881م، الذي يعتبره المؤرخ اليهودي والترلاكور بداية التاريخ الرسمي للاستيطان اليهودي في فلسطين بعد أن وصل حوالي 3000 يهودي من أوروبا الشرقية.

وبين عامي 1881-1903 تم اغتال اليهود القيصر الروسي ألكسندر الثاني، وعلى إثر ذلك تعرّض اليهود للاضطهاد هناك، فهاجر نحو عشرة آلاف يهودي من روسيا. وبدأت عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بشتى الوسائل منها الشراء أو الاستئجار لمدة طويلة.

وقد لعبت المؤسسات اليهودية التي أُنشئت لهذا الغرض، دورا كبيرا في هذا الشأن، ومن بينها "منظمة بيكا" التي أسسها روتشيلد، والوكالة اليهودية التي انبثقت من المؤتمر الصهيوني العالمي الأول عام 1897م، والصندوق القومي اليهودي "الكيرن كايمت"، وصندوق التأسيس اليهودي "الكيرن هايسود" والشركة الإنجليزية الفلسطينية.

سعت الحركة الصهيونية خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر إلى امتلاك أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية؛ باعتبار ذلك إحدى الركائز الضرورية لإقامة دوله يهودية على أنقاض فلسطين العربية، ولقد ساعد نظام ملكية الأراضي، الذي كان سائدا في فلسطين ومناطق أخرى من الإمبراطورية العثمانية آنذاك الصهاينة على تحقيق بعض مخططاتهم في امتلاك الأراضي الفلسطينية وتهويدها. وبعد ذلك وصل عدد المستوطنات الإسرائيلية الزراعية إلى22 مستوطنة، وسيطرت على 418 ألف دونم.

بين عامي 1919 و1923 بعد حدوث الثورة البلشفية في روسيا، بلغ عدد المهاجرين اليهود نحو 35 ألف مهاجر، وبين عامي 1924 و1932، هاجر نحو 62 ألف مهاجر بسبب قيام الولايات المتحدة الأميركية بسن قوانين حدت من الهجرة إليها. وبين عامي 1933 و1938، أُنشِأت مناطق منعزلة سميت بـ "الغيتو" في كل من بولندا، وأراضي الاتحاد السوفييتي، وفي ألمانيا، لفصل اليهود عن باقي الشعوب، لأن اليهود كانوا ينشرون الفساد أينما حلّو، ولا يندمجون مع أحد، فهم لا ينتمون لنظام الدول، ولا يذهب أولادهم للمدارس الأوروبية، أو الدولة التي يعيشون فيها، ولا يحترمون الشعوب، كونهم يعدون أنفسهم أبناء الله، وشعب الله المختار، وباقي الناس خدم لهم، حتى أن القيصر الروسي حاول عزلهم، وأقر بمنع وجود أكثر من يهودي واحد في أي مؤسسة، أو مدرسة، أو شركة، عقابا لهم، لأنهم يرفضون الاندماج، واحترام القوانين، لذلك كانوا منبوذين في كل مكان، فكانت الدول تُسكنهم في مناطق خاصة تُدعى بالغيتو وكان وضع هذه المناطق سيء جدا، لذلك هاجر عدد كبير من اليهود من هذه المناطق متجهين إلى مناطق مختلفة في العالم ومنها فلسطين.

وقد بلغت حصيلة الهجرة اليهودية إلى فلسطين حتى عام 1948حوالي 650 ألف مهاجر يهودي، وبعد قيام دولة إسرائيل قامت بتشجيع الهجرة اليهودية بسن العديد من القوانين مثل قانون العودة عام 1950، وقانون الجنسية الإسرائيلي عام 1952، فازداد عدد المهاجرين، إلى أن بلغ في الفترة من 1948 – 1967 إلى 1.3 مليون مهاجر. وازدادت أعداد المستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية حتى وصلت عام 2014 إلى حوالي 600.000 مستوطن. وخلال 2022 صادقت حكومة الاحتلال على 83 مخططا لبناء 8288 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، و2635 وحدة بالقدس المحتلة. إلى جانب البدء بتنفيذ مخطط بناء مليون وحدة استيطانية في منطقة الأغوار.

وصممت إسرائيل مشروعا ضخما لبناء شبكة طرق تفصل خلالها المستوطنات عن التجمعات الفلسطينية، وحاولت تسويقه للمجتمع الدولي لتمويله باعتباره مشروعا لتحقيق السلام في الضفة الغربية.

الجيوسياسية[2] الإسرائيلية في فلسطين:

- العلاقة بين الجغرافيا والديموغرافيا، بتهويد المدن الفلسطينية، عن طريق جعل أي مدينة فلسطينية، ثلث ساكنيها من اليهود، كحد أدنى.

- المستوطنات التي تهدف إلى الإخلال بالميزان الديموغرافي لصالح اليهود.

- تأمين علاقات آمنة عن طريق معاهدات السلام مع الأردن ومصر، حتى لا يشكلون ضغط على إسرائيل.

- تأجيل مواضيع، "القدس، اللاجئين، المستوطنات، والاستيطان" وعدم الحديث عنها في معاهدات السلام، حتى يضمنوا هجرة أكبر قدر ممكن من اليهود، ويتم تهويد المنطقة، فبعدها تصبح المفاوضات بناء على الأغلبية السكانية، وهم اليهود بعد التهجير، فتصبح القرارات تصب في صالحهم، ضد الأقلية الفلسطينية.

المستوطنات

هي عبارة عن مجتمعات مدنية، تبدأ بهجرة أعداد من اليهود لفلسطين، حيث يسكنون بين العرب، ثم يتم تجمعهم في مناطق خاصة، ثم يتم إنشاء مستوطنة خاص بهم، وربط كل مجموعة منهم مع بعض ضمن كيان مستقل، وتتبع لنظام خاص، ثم يتم عزلها عن السكان العرب بجدار عازل، وإنشاء طرق التفافية، لربط المستوطنات ببعض، حيث يُسمح لليهود فقط باستخدامها، لتحقيق الحماية لليهود، ولتفريق الأحياء والعائلات الفلسيطينة عن بعض، وتعتبر تل أبيب من أوائل المستوطنات التي بناها الصهاينة في أوائل القرن العشرين.

وتتعمد إسرائيل بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية الخصبة والمليئة بالثروات الطبيعية. وتتراوح أحجام هذه المستوطنات من مكان يتسع لشخص واحد إلى مدن بأكملها. وتنقسم المستوطنات لأنواع عدة منها: مستوطنات حضرية فيها أكثر من 2000 شخص، وريفية فيها أقل من 2000 شخص.

تسمح إسرائيل للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية حمل السلاح، ولا تعاقبهم عندما يعتدون على المواطنين والمزارعين الفلسطينيين، لأن المستوطنين يرون أن الضفة الغربية يجب أن تكون أرضا إسرائيلية ولا يحق للعرب الفلسطينيين التواجد فيها.[3]

ومن الأحداث التي ساهمت بزيادة أعداد المستوطنات، هي حرب الـ1967، حين شنت إسرائيل حربا على 3 دول عربية، مصر، والأردن، وسوريا، ومع أن القوة العسكرية كانت لصالح الجيوش العربية، إلا أن إسرائيل هزمت الدول العربية بـ 6 أيام فقط، واستولت على الـ22% من الأراضي الفلسطينية التاريخية المتبقية؛ الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة. وبدأت وقتها ببناء مستعمرات استيطانية لليهود، فقط على هذه الأراضي. رغم أن الأمم المتحدة اعتبرت بناء هذه المستوطنات مخالفا للقانون الدولي، لكن تبقى إسرائيل فوق جميع القوانين الدولية، والأعراف العالمية والإنسانية والدينية.

بداية دولة إسرائيل:

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 1947 قرار رقم 181[4]، يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، وذلك بموافقة 23 دولة، ورفض 13، وامتناع 10 دول عن التصويت. وفي عام 1948 تم إعلان دولة إسرائيل وهي الدولة الوحيدة في العالم وفي تاريخ البشرية التي نشأت بقرار من الأمم المتحدة وليس بقرار الواقع التاريخي وبالحق والعدالة.

بقلم:

أ. المعتصم بالله مطر

أ. لبنى معوض

[1] تاريخ الاستيطان اليهودي في فلسطين: https://t.ly/nHZiM

[2] الجيوسياسية أو الجيوبوليتيك: مصطلح تقليدي ينطبق في المقام الأول على تأثير الجغرافيا على السياسة، فهـو علم دراسة تأثير الأرض.

[3] المستوطنات الإسرائيلية: https://t.ly/J9Jx2

[4] نص قرار 181: https://bit.ly/3RSxtOa

مواضيع ذات صلة