!لماذا 7 أكتوبر بالذات؟


معركة طوفان الأقصى، وهي عملية عسكرية شنَّتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس من خلال ذراعها العسكري كتائب القسام. وربما يُعد هذا الحدث هو الأكثر أهمية في عصر المسلمين الحديث، لأكثر من سبب:
- التوقيت:
في 7 أكتوبر سنة 2023، الساعة 6:25 صباح السبت؛ أي في اليوم الأخير من موسم عيد العُرش الإسرائيلي، أي في خضم استنفار عال لدى قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية الذي استمر 22 يوما، لتأمين موسم رأس العام العبري.[1] وهذا التوقيت بحد ذاته يشكل إذلال لإسرائيل، فقد كانوا على اهبت الاستعداد العسكري، ومع ذلك انطلقت صواريخ من غزة باتجاه الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة للدخول الجوي، والبري، والبحري، وعلى إثر ذلك أعلنت إسرائيل حالة الحرب لأول مرة، منذ عام 1973.
- الأنفاق:
يبغ طول الأنفاق في غزة ما يزيد عن 500 كيلومتر، وتضم ألفا و300 نفق في سنة 2023، مقارنة مع سنة 2014 حيث بلغ طول الأنفاق 100كيلومتر فقط. حيث وصفت صحيفة "معاريف" العبرية هذه الأنفاق بـ "جهنم تحت الأرض".
- الترابط:
وهو حالة الوحدة والتلاحم بين المقاومة الفلسطينية، وبين الشعب الفلسطيني، وخاصة الغزاوي.
- الثبات والإيمان:
هذه القوة الإيمانية التي رأيناها عند الشعب الفلسطيني، والغزاوي خاصة، فحينما تُقصف بيوتهم وتُدمّر، فيقولون فدى المقاومة، سنعمرها من جديد، ثم يموتون أبنائهم، فيقولون خذ من دمائنا حتى ترضى يا الله، فيضيع مالهم، فيقولون فدى المسجد الاقصى، ويجوعون، ويعطشون، ويبردون، ويتألمون، ويقولون الحمد لله على كل شيء. هذه القوة الإيمانية، والثبات فعلت صحوة للناس أجميعين، فلم يقتصر الموضوع على العرب، أو المسلمين، بل على جميع العالم، فشهِد العالم إقبال على الإسلام، وزيادة في وعي الناس لحقوق المظلومين، ولحقوقهم هم. وأصبحت الناس تُعيد ترتيب أولوياتها، وبدأوا يشعرون بكمية الأمور التافهة، والثانوية، والرفاهيات في حياتهم.
- الحرية:
لأول مرة يعرف المواطن العربي، والمسلم على وجه الخصوص، معنى الحرية، وبالمقابل، لأول مرة يرى العالم حقيقة حريات بلادهم التي لطالما تغنّوا بها، بحرية التعبير، والقدرة على فعل ما يشاؤون، ليصطدموا بأن سقف حرياتهم هو إسرائيل، وكل من يقف ضد إسرائيل هو معادي لدولهم.
- المقاطعة:
لأول مرة على مدار التاريخ الحديث تحصل مقاطعة من قِبل جميع أنحاء العالم، وبهذا الحجم، للمنتجات والمؤسسات الداعمة لإسرائيل، بل إن الناس أصبحوا يُدركوا أهمية دعم اقتصاداتهم المحلية.
- كسر المألوف:
لقد روجت إسرائيل لنفسها على مدار أكثر من 75 سنة، على أن جيشها لا يُقهر، وأن لديها وحدات استخباراتية هي من الأدق في العالم، حيث أنهم يراقبون سماء غزة 24 ساعة طوال سنوات، وأنهم مسيطرون على كل شي، وأقوى من كل شيء، ليتوضح للعالم الفشل الإستخباري غير المسبوق، وزيف تلك الإدعاءات، وركاكة وكذب الروايات الإسرائيلية، وانحياز كثير من الحكومات والرؤساء ووسائل الإعلام، لصالحهم بشكل واضح وصريح. وكشف ما وراء منظمات حقوق الإنسان، والطفل والمرأة وغيرها، أنها محدودة بأوامر من إسرائيل، فسُقطت الأقنعة الأنيقة عن العالم الذي يدعي الحرية.
- موازنة القوى:
هذه المعركة حولت مفهوم النصر من أمر نظري، تاريخي فقط، لأمر عملي تطبيقي قريب جدا، من خلال إعادة موازنة القوى، فرؤية المقاومة المستعدة، رغم الإمكانيات البسيطة والحصار، إلا أنها استطاعت القيام بالتجهيزات العسكرية التي أرعبت الكيان المحتل وأعوانه، وأظهرت مدى وهن العدو، ورغم أن هناك فارق في العدد، فنجد أن مقابل كل مقاوم غزاوي 10 أو أكثر من الجنود الإسرائيليين، إلا أنها وضعت الجيش الإسرائيلي أمام خيارات محدودة؛ إما الأسر، أو القتل، أو الإعاقة، أو الانسحاب. وكيف أنها بأقل من 100 يوم استطاعت أن تدمر ما يقارب 900 مدرعة من أصل كل المدراعات الإسرائيلية التي تبلغ الـ 1800 مدرعة؛ أي أن نصف القوى الإسرائيلية انهارت بعد أقل من 100 يوم، رغم استعانتهم بالطائرات والصواريخ المستمرة، والحصار، وانقطاع الكهرباء والماء والوقود عن غزة.
- الرأي العام:
لأول مرة على مدار التاريخ الحديث، العالم أجمع يتّحد مع قضية واحدة، وخاصة مع بلد داخل الشرق الأوسط، أي باعتقاد الناس أنها قضية تخص المسلمين والعرب، فلم نرى هذا الحدث في أي حرب سبقت هذه الحرب، في المنطقة.
فيمكننا القول أن كل المعارك التي حصلت من سنة 1917 حتى ما قبل طوفان الأقصى في جانب، و7 أكتوبر في جانب آخر، لأنها أول معركة مفتوحة على إمكانية النصر، لأن كل المقاومات الفلسطينية التي قامت من قبل كانت تحدد بمقدار خسائرها، وليس بمقدار إنجازاتها، لكن هذه المرة أصبحت تقاس بمقدار إنجازاتها، على الصعيد المحلي، والعربي، والإسلامي، والعالمي.
الأسلحة؛ أبرز أسلحة المقاومة الفلسطينية في غزة:[2]
- قذيفة الياسين 105:
هي قذيفة محلية الصنع من عيار 105 ملم، وإحدى القذائف المطوّرة عن قاذفة الـ آر بي جي. تتميز بأنّها مضادة للدروع، طوّرتها "القسّام" بطريقة ترادفية بحيث تخترق القذيفة الأولى التصفيح، بينما تخترق الثانية الدبابة.
- طوربيد "العاصف":
هو طوربيد محلي الصنع، يُستخدم في الدفاعات أو الهجمات، يُطلق من الغواصات أو السفن أو الجو، كما يُمكن لعناصر بشرية أن تطلقه من تحت سطح الماء. وينفجر الطوربيد عندما يلمس الجسم المعادي.
- عبوات العمل الفدائي:
هي عبوات محلية الصنع يتم لصقها على أشد الأماكن ضعفا في الآليات. تتطلّب تضحية كبيرة من عناصر المقاومة، كالاقتراب من مسافة صفر.
- صاروخ "متبّر1":
هو صاروخ أرض-جو محلي الصنع، يُستخدم في التصدّي لطائرات الهليكوبتر، ويحتوي على متفجّرات تتشظى قرب أهدافها.
- منظومة "رجوم":
هي صواريخ قصيرة المدى محليّة الصنع من عيار 114 ملم، تُطلق من خلال راجمة تحتوي على 15 فوهة، ما يسمح للمقاومة الفلسطينية بإطلاق 15 صاروخا دفعة واحدة.
أسباب معركة 7 أكتوبر:
- اختيار هذا الوقت بالتحديد من السنة، لأن في هذا الوقت تكون كل الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية متمركزة في القدس، والضفة الغربية، بسبب عيد رأس السنة العبرية، وما يقومون به من احتفالات في المسجد الأقصى، لذلك تكون الاستعدادات العسكرية أقل تركيزا على جهة الجنوب باتجاه غزة.
-الهجمة بدأت تظهر آثارها في مناطق شمال الضفة الغربية، التي يعربد فيها جيش الاحتلال يوميا دخولا وخروجا من جنين، وطولكرم، ونابلس، ومخيماتها مخلفا ضحايا فلسطينيين ، دون أي رد فعل من السلطة الفلسطينية التي تحرص على منع أي نشاط ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي، أو رد فعل على مستوى قطاع غزة.وما حصل، ويحصل للحرم الإبراهيمي في الخليل، كان مخطط أن يحصل مثله في المسجد الأقصى.[3]
- الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى، التي زادت وتيرتها بعد إعلان أن القدس عاصمة إسرائيل.
- وصول البقرات الحُمر لإسرائيل في نهاية سنة 2022، وهي مقدمة لهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل.
- عمل الدول الغربية طوال سنوات على كي الوعي الشعبي، وتسطيح العالم واهتماماتهم، من خلال الإعلام، والأعمال المسرحية، والفن، والرياضة، والهيمنة الاقتصادية لإضعاف الاقتصادات المحلية، وإلهاء الشعوب عن السياسة، والمطالبة بحقوقهم، ليسهل السيطرة عليهم، ويصبحوا وسيلة بيد الرأسمالية، مثلما فعلت أمريكا مع اليابان، وكثير من الدول الأخرى، وكانت ومازلت تحاول مع الشعوب العربية، فبعضها رضخ، وبعضها الآخر مازال غير متسطح بشكل كامل ويشكل تحدي أمام الرأسمالية الغربية، لذلك غزة كانت هي الوحيدة في العالم التي تُعد خارج مشروع تسطيح الوعي، وأدركت أن العالم، والعرب، والمسلمين، وكثير من الفلسطينيين أنفسهم بدأوا بنسيان القضية الفلسطينية، وحق العودة، والدفاع عن المسجد الأقصى، فغزة تدرك معنى رفضها لهذا الكي الجمعي، وترفض الاستسلام للرأسمالية الغربية، وما سيولد ذلك آثار على غزة، واقتصادها وأرواح شعبها، إلا أنها اختارت الحرية، والدفاع عن أرضهم، وعرضهم، ومالهم، وعن عز المسلمين جميعا.
نرى كيف أن أغلبية القوى في العالم تكالبت على الفلسطينيين، كتكالب العالم على المسلمين في غزوة الأحزاب "الخندق"، حين اجتمعت الأحزاب الكافرة مُشكِّلةً جيشا كبيرا يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل بقيادة أبي سفيان، والمسلمون في حال من جوع شديد، وبرد قارص، وعدد قليل، وأعداء كُثر، حيث وصف الله هذا الموقف في سورة الأحزاب: "إذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً"، فكانت المعركة لصالح المسلمين، وكنت نقطة فاصلة في تاريخهم، رغم ضعفهم.
وكيف الناظر لموازين القوى يستشعر أن القوى العسكرية، والمادية، والتكنولوجية، لصالح إسرائيل، كما حصل للمسلمين في غزوة بدر، لكنهم نُصروا بقوة إيمانهم، لا بعدتهم وعتادهم، فقال الله في سورة آل عمران: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِين* بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" أي أن الله يُرسل الملائكة فقط من باب البُشرى، إلا أن الملائكة ليست هي سبب النصر، فالنصر من عند الله وحده، وطرق النصر من الله متنوعة.
فربما لا تكون معركة 7 أكتوبر هي معركة فتح واستعادة الأراضي كاملة، لكن ربما تكون كمعركة تبوك، التي كشفت زيف المنافقين، ومهدت لفتح بيت المقدس، فقال الله في سورة التوبة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ، إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". فيستبدلنا مثلما استبدل بني إسرائيل، حينما استمروا في معصية الأمر الرباني.
فمعركة طوفان الأقصى هي نقطة مفصلية في التاريخ الإسلامي، والتاريخ البشري، فهي كمعركة اليرموك التي أعادت مسار الإسلام، وقوته ورسمت حدود جديدة للإسلام. فطوفان الأقصى جعل النصر والتحرير منظورا، وليس مستحيلا، كما كنا نشعر، بل أصبحنا نرى مبشرات النصر، ونبحث كيف يمكن أن نكون جزء من هذا النصر، وأصبحنا نُجهّز أنفسنا للاستعداد للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، فلم تصبح الصلاة مستحيلة، بل قريبة، وقريبة جدا، تحت السيادة الفلسطينية النزيه الحرة.
فنحن الآن في معركة 7 أكتوبر على جبل الرماة يوم معركة أحد، فلا يجب أن تترك مكانك، ولتحافظ على ثغرك، حتى يأتي أمر الله، وإن لم نستثمر حدث 7 أكتوبر لنكون عبادا لله صالحين، فالأمة تكون قد خرجت عن الأمر الرباني، ولا يُعلم متى ترجع. فاختر دورك في هذه المعركة، فكلنا سنُسأل.
ومن يشعر بأنه تعب، أو لا يشعر بفائدة من عمله الفردي، فاليتذكر حديث الرسول: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، فهذا الحديث يعلمنا وجوب الاستمرارية حتى لو تكالبت مصائب الحياة، فلابد أن تستمر بإعمار الأرض، حتى ولو كنت وحيدا، والمعنى الثاني المستفاد من هذا الحديث، هو الصبر وقوة الثبات أمام تقلبات الحياة وصدماتها، فلا صدمة تقارن بصدمة يوم القيامة، ومع ذلك يأمرك الرسول الكريم بغرسها، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، والذي يدرك قدرتك البشرية على فعل ذلك. فلا حجة لأحد بأن يقول صدمت، أو تعبت، أو لا استطيع الاستمرار، فتذكر أن كل واحد منا مسؤول عن ثغره، وسيحاسب عليه.
حان الوقت بأن تختار دورك في هذه المعركة، فكانت فلسطين ومازلت وستبقى هي منطقة تدافع الشعوب، والحضارات، فهي أرض الاستخلاص؛ أي يستخلص الله عباده الصالحين الثابتين الصامدين على قول الحق وإعلاء دين الله، ونشر العدل، فيكونون خير عباده، وأكرمهم، والله لم يخلقنا لنأكل ونشرب، ونلبس، ونتزوج، وننجب فقط، فهذا الدور نشترك فيه مع الحيوانات، وكثير من الكائنات الأخرى التي تعيش معنا، فأين التكريم الذي ذكر الله في سورة الإسراء: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، إن التكريم هو: "هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" سورة هود. أي أن التكريم يكمُن في إعمار الأرض على الحق، فما هو دورك من كل هذا؟!
فقد سخّر الله كل هذا الكون بعظمته لخدمة الإنسان: "وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ*وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ*وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ" سورة إبراهيم، وفي سورة لقمان: "أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ". فكيف نستثمر هذا التسخير في إعمار الأرض، لدخول جنة النعم؟
وهل إعمار الأرض هو فقط الغاية من الحياة؛ أي لا غاية أخرى؟ نعم لا غاية أُخرى، فسُخِّرت لك كل هذه القوى من أجل الإعمار وعبادة الله، لدخول الجنة وفقط، فقط هذا. ومن لم يفهم هذه المعادلة الواضحة، فنهايته أيضا واضحة، جهنم وبأس المصير، بهذه القسوة؟ لا ليس بهذه القسوة، بل بالعدالة الإلهية، فما خُلقنا وكُرمنا لنكتفي بدور الحيوانات ونُسعد به، ونتقاتل عليه، ونتكالب على هذه الدنيا الفانية.
هدفك وهدفي هو العمل لدخول الجنة، وكل في مجاله، فتختلف تفاصيل حياتنا، ومسؤولياتنا، وإبتلاءاتنا، ونعمنا، إلا أن النتيجة التي نسعى إليها واحدة، الجنة...الجنة فقط.
[1] السابع من أكتوبر.. يوم الاجتياح الفلسطيني - د. عبد الله معروف - الجزيرة
[2] بينها قذيفة الياسين وطوربيد العاصف.. إليكم أبرز أسلحة المقاومة في غزة – العربي
[3] د.عبد الله معروف، السابع من أكتوبر.. يوم الاجتياح الفلسطيني https://bit.ly/3HxJanb
