معالم المسجد الأقصى

جغرافيا

10/25/20222 دقيقة قراءة

ماذا يوجد في المسجد الأقصى؟

بيت المقدس

تعود قدسية بيت المقدس للمسلمين، لحادثة الإسراء والمعراج، ففي سورة الإسراء، قال الله: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"، حيث شكّلت مدينة القدس عبر العصور مركزا فكريا، اجتماعيا، وروحانيا للديانات السّماويّة، فيوجد داخلها كنيسة القيامة، وكنيسة المهد، والمسجد الأقصى، ومقامات عديدة، ومعالم مُقدسة، وتاريخية متنوعة، وتعد القدس واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم.

بعد سنة 1967 قُسّمت مدينة القدس إلى أربع أحياء:[1]

- حارة النصارى:

سُميت بذلك لأن أغلب سكانها من النصارى، تقع شمال غرب البلدة القديمة، وعلى الرغم من تسميتها بحارة النصارى، إلا أن أصحاب الدكاكين فيها غالبيتهم من المسلمين، وتقع في الحارة كنيسة القيامة، ويقابلها مسجد عمر بن الخطاب، وكثير من الأبنية المسيحية قد بُنيت على وقف إسلامي.

- حارة المغاربة:

تقع في جنوب شرق البلدة القديمة لمدينة القدس، بجوار حائط البراق، وفي 6 يونيو 1967، خلال حرب الأيام الستة، احتل الجيش الإسرائيلي الجزء الشرقي من مدينة القدس، وعند نهاية الحرب وخلال ساعات قليلة دمرت إسرائيل حارة المغاربة، مرتكبة مجزرة أثرية ومعمارية وإنسانية في المكان، وشمل ذلك 138 بناية من بينها جامع البراق، وجامع المغاربة، وكذلك المدرسة الأفضلية، والزاوية الفخرية، ومقام الشيخ، لإقامة ساحة لاستقبال مئات الآلاف من اليهود الذين جاؤوا لأداء الصلاة.

- حارة الشرف:

منطقة سكنية قديمة في القدس ملاصقة لحارة المغاربة، كانت تملكها عائلة عربية تدعى عائلة شرف، وفي أثناء الانتداب البريطاني استأجر اليهود معظم الحارة، وفي عام 1967م احتل الإسرائيليون القدس وادّعوا امتلاكهم هذه الحارة. وطردوا ثلاثة آلاف من سكانها الفلسطينيين، ودمّروا معظم منازلها، وحوّلوا اسمها إلى حارة اليهود.

- حارة، حي الأرمن:

يقع جنوب غرب البلدة القديمة، وهو أصغر أحياء المدينة المقدسة، وأهم أبنيته كاتدرائية الأرمن، وما يعرف بقلعة أو برج الملك داوود بمآذنها، وأبراجها الجميلة.

- الحي الإسلامي:

يقع في الجهة الشمالية الشرقية، ويعتبر أكبر أحياء القدس القديمة، ويوجد بداخله المسجد الأقصى.

ويعود السبب الأساسي لهذه التقسيمات هو من أجل تهويد المنطقة، ليسهل السيطرة عليها.

وقد أُدرجت القدس في عام 1982 على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، بواسطة المملكة الأردنية الهاشمية. وتقع أهم المواقع التاريخية والدينية ضمن البلدة القديمة التي تبلغ مساحتها نحو 900 دونم؛ أي ما نسبته 0.71% من المساحة الكلية للمدينة بشقيها الغربي المحتل عام 1948، والشرقي المحتل عام 1967.

سور البلدة القديمة:

ويحيط بالبلدة القديمة سور ضخم بُني في العهد الكنعاني، لكنه تعرض إلى الخراب عدة مرات على يد الجيوش الغازية، وكانت آخر عملية تدمير لهذا السور على يد الملك عيسى الأيوبي في عام 1226م، خوفا من أن تتقوى به الجيوش الصليبية إذا ما احتلوا المدينة، حتى جاء السلطان سليمان القانوني العثماني وأمر بإعادة بناء السور الموجود حاليا. والسور الشرقي للمسجد الأقصى يتشارك مع سور البلدة القديمة، حيث يأخذ السور شكل شبه المنحرف، وله أربعة وثلاثون برجا وأشهرها برج اللقلق، وبرج كبريت، وللسور لـ 15 بابا.

وعند الحديث عن حق السور، فالقصد هو السور وما فوقه، وما تحته، فلا أنفاق تُحفر تحته، ولا مشروع تلفريك يبنى فوقه. وقال الله في سورة الحديد: "فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ"، وذهب المفسرون إلى القصد بالسور؛ أي سور بيت المقدس باطنه أبواب الرحمة وظاهره وادي جهنم.

المسجد الأقصى

يُعد المسجد الأقصى هو أول قبلة للمسلمين، حيث استمر الرسول الكريم 14 سنة ونصف وهو يُصلي باتجاهه؛ أي ما يقارب الـ 66% من حياة الرسول، وحياة الصحابة باتجاه المسجد الأقصى، إلى أن جاء أمر الله بتحويل القبلة لمكة المكرمة، وقال الله في سورة البقرة: "قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ". صلّى رسول الله محمد في المسجد الأقصى إماما بـ 124 نبي ورسولا، وعن ابن عباس قال: "فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي فَالْتَفَتَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ". ولا يوجد منطقة في العالم اجتمع فيها هذا العدد من الأنبياء والرسل في صلاة واحدة، وهذا إن دلّ دل على عظمة وأهمية هذه المنطقة.

يعد المسجد الأقصى ثاني مسجد على الأرض، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال "قُلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً. قال: المسجد الحرام. قال: قلت ثم أي. قال: المسجد الأقصى، قال: قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة. قال: فأيهما أدركتك الصلاة فصلّ فهو مسجد". وهو ثالث الحرمين الشريفين، وأحد المساجد الثلاث التي تُشد إليها الرحال، قال رسول الله: "تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا"، وثواب الصلاة فيه يعادل خمسمائة صلاة في غيره. وهو بمثابة عاصمة للمسلمين في كل أنحاء العالم.

وقال الله في سورة الأنبياء: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ، إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ". ذهب جمع من المفسرين إلى أن الأرض، هي بيت المقدس، وهذه شهادة من الله أنّ الوارث لبيت المقدس هم الصالحون، ومن يخدمه هم خير الخلق، والعابد فيه مشهود له بالصّلاح.

وحدث لَبس بين المسلمين حين ظن الكثير منهم أن المبنى ذو القبة الذهبية (قبة الصخرة) هو المسجد الأقصى المبارك، والبعض يعتقد أن الجامع القبلي ذو القبة الرصاصية، هو المسجد الأقصى المبارك، إلا أن الثابت أن المسجد الأقصى المبارك أوسع وأشمل من أي مبنى من هذين المبنيين.

فهو يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة القدس، على هضبة موريا، ضمن واحد من 4 هضبات في البلدة القديمة، ويقع على مساحة 144 دونم؛ أي ما يعادل سُدس مساحة القدس المسوّرة؛ أي تقريبا يعادل 36 ملعب كرة قدم معا، ويأخذ شكل المضلع غير المنتظم. ويشمل الأسوار وما داخلها من ساحات ومدارس ومصليات ومساطب وقباب وأروقة ومحاريب، وغيرها.

قام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ببناء المسجد الأقصى على شكله الموجود حاليا، وأتم بناؤه ابنه الوليد بن عبد الملك، واستغرقت عملية البناء 30عام، من 66 هـ حتى96 هـ. ويحتوي المسجد الأقصى على 200 معلم، منها: 13 قبة، ومن 15- 17 باب، و10 من المصليات والمساجد، و7 بوائك؛ أي أعمدة حجرية، و4 مآذن ، و3 محاريب ومنابر، و8 خلوات وزوايا، و11 بئر وسبلة؛ أي سبيل ماء للشرب، أو للوضوء، و18 مدرسة، و11 مصطبة للعلم والدراسة، و29 معلم آخر، من مزولة؛ أي ساعة، وأروقة؛ أي ممرات فوقها أقواس، والأشجار، ومقابر، وغيرها.

أبواب المسجد الأقصى، وواقعها الحالي:

للمسجد الأقصى 15 بابا، بعضها مغلق قديما، وبعضها أغلقه الاحتلال، والبعض الآخر وضع الاحتلال أمامه بوابات إلكترونية.[2]

الأبواب المغلقة قديما من قبل صلاح الدين الأيوبي:

1) الباب الثلاثي: نظّفه ورمّمه صلاح الدين الأيوبي بعد الصليبيين، وأقفله لحماية المدينة والمسجد من الغزو.

2) الباب المزدوج: يقع في السور الجنوبي للمسجد الأقصى، بناه الأمويون، وهو مكوّن من بوابتين.

3) باب الرحمة: في السور الشرقي للمسجد الأقصى، وهو مكوّن من بوابتين الرحمة جنوبا، والتوبة شمالا.

4) باب الجنائز: باب صغير في السور الشرقي للمسجد الأقصى، اُستخدم قديما لإخراج الجنائز من المسجد الأقصى إلى مقبرة الرحمة المحاذية للسور الشرقي للأقصى، وأُغلق بعد تحرير القدس لحماية المسجد والمدينة من أي غزو محتمل.

5) باب المفرد: لا توجد له في الوقت الحاضر آثار واضحة في سور المسجد الأقصى.

المُغلقة من قبل الاحتلال سنة 2017:

1) باب حطة: يقع أقصى شرق سور الأقصى الشمالي. وقُتل شُرطيان إسرائيليان أمامه وما زال مغلقا.

2) باب الملك فيصل: يقع في منتصف سور المسجد الأقصى الشمالي، وله أسماء أخرى "باب شرف الأنبياء"، "باب الداوودية" و"باب العتمة".

3) باب الغوانمة: أحد أبواب السور الغربي للمسجد الأقصى، ويسمّى، "باب الخليل".

4) باب الحديد: يقع في الرواق الغربي للمسجد الأقصى، رغم أنه مغلق، إلا أنه وضع عليه أبواب إلكترونية.

5) باب المطهرة: يقع في السور الغربي للمسجد قرب باب القطانين، ويُسمّى أيضا "باب المتوضأ".

6) باب المغاربة: وهو الباب الذي لا يُسمح للمسلمين بالدخول منه إلى المسجد الأقصى بتاتا، حيث صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مفاتيحه عام 1967، كما أن هذا الباب تستخدمه قوات الاحتلال عادة، لاقتحام المسجد الأقصى ومهاجمة المصلين، ويسمّى "باب حارة المغاربة"، "باب النبي"، "باب البراق".

أبواب عليها بوابات إلكترونية من قبل الاحتلال الإسرائيلي:

1) باب الأسباط: ويُسمّى أيضا باب "ستي مريم"، أحد أهم أبواب المسجد الأقصى ويقع على سوره الشمالي، وهو المدخل الأساسي للمصلين وخاصة القادمين من خارج القدس. وقد أُغلق هذا الباب سنة 2017 بوجه المصلين بعد استشهاد ثلاثة شبان من الداخل المحتل في الأقصى، ومقتل شرطيين إسرائيليين في اشتباك مُسلّح بالأقصى، وفُتح بعدها بعد أن وضعت سُلطات الاحتلال بوابات إلكترونية أمامه.

2) باب الناظر (المجلس): وهو أحد الأبواب الحيوية للمسجد الأقصى ويدخل عبره الكثير من سكان البلدة القديمة وتُجّارها بهدف الصلاة. وأُغلق هذا الباب سنة 2017، وفُتح يوم الأحد بعد نصبِ بوابات إلكترونية، ويعتصم موظفو الأوقاف يوميا أمامه، مع عدد يزداد تدريجيا من المصلين لأداء الصلوات. ويُمسّى أيضا، "باب الحبس"، "باب المجلس"، "باب ميكائيل"، "باب علاء الدين البصيري"، "باب الرباط المنصوري".

3) باب القطانين: من أضخم أبواب المسجد الأقصى ويقع في سوره الغربي في منطقة حساسة يسعى الإسرائيليون للسيطرة عليها، وهو مُغلق منذ 2017 ويتم التحضير حاليا لتركيب بوابات إلكترونية أمامه لتفتيش المصلين، عند دخولهم.

4) باب السلسلة: يقع في الرواق الغربي للمسجد الأقصى، وهو الباب الذي يخرج منه المستوطنون بعد جولاتهم الاقتحامية للمسجد، ويُسمّى أيضا "باب داوود" أو "باب الملك داوود".

مساجد ومصليات داخل المسجد الأقصى:

يوجد في المسجد الأقصى 10 من المصليات والمساجد، هم: جامع قبة الصخرة المشرفة، والجامع القِبلي، ومصلى عمر، ومصلى الأقصى القديم، والمصلى المرواني، ومصلى باب الرحمة وباب التوبة، ومصلى البراق، وجامع النساء، ومصلى الجنائز، وجامع المغاربة الذي يُستخدم الآن كمتحف للآثار الإسلامية.

وقد بُنوا جميعا على مدار التاريخ والعصور الإسلامية القديمة، حيث بُني معظمها وأشهرها في الفترة الأموية.

1) جامع قبة الصخرة: تم بناؤه في عام 686 ميلادي، في عهد الملك الأموي عبدالملك بن مروان. ويأخذ المسجد شكلاً مثمن الأضلاع طول الواحد منها 12.5 متر، وله 4 أبواب، داخله دائرة تتوسطها "الصخرة الشريفة"، التي يُقال أن الرسول محمد ﷺ عرج منها نحو السماء في ليلة الإسراء والمعراج. أما القبة فيبلغ قطرها نحو 20 متراً ترتفع عن قبة الصخرة بحوالي 34 مترا وهي مطلية بالذهب. ويعتقد كثير من المسلمين أنه هو المسجد الأقصى، إلا أنه معلم من ضمن معالم كثيرة داخل المسجد الأقصى.

2) الجامع القِبلي: أو جامع الأقصى، وهو الجامع المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية، وسمي بالقبلي لوقوعه في الجنوب اتجاه القبلة، وهو أهم جوامع المسجد الأقصى ويقع في جنوبه، وسمي بالجامع لأنه المصلى الرئيسي الذي يقف فيه خطيب صلاة الجمعة. وتحاول دائما إسرائيل أن تقنع المسلمين بأن هذا هو فقط مسجد المسلمين في منطقة المسجد الأقصى، والباقي لليهود.

بناه الخليفة عمر بن الخطاب، لكنّ بناءه بشكله الحالي وتجديده تم على يد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، يبلغ طول الجامع نحو 80 مترا، وعرضه نحو 55 مترا، وله 11 بابا، في حين يتميز بقبته الداخلية الخشبية التي تعلوها قبة خارجية مكسوة بالرصاص. ويعتبر الجامع القبلي من أكثر الأماكن المقدسة التي تتعرض للاعتداءات في القدس، أبرزها الحريق الذي حدث في 21 أغسطس/آب 1969، الذي أدى إلى احتراق نحو ثُلث الجامع، من بينها منبر نور الدين الزنكي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي معه من حلب. ولا يزال حتى الآن هو المصلى الرئيسي للرجال داخل المسجد الأقصى ويوجد فيه المحراب والمنبر الرئيسيان.

3) مصلى عمر: جامع صغير مُلحق بالجامع القبلي من الجهة الشرقية، وهو مبنى صغير يتكون من رواق واحد عرضي ممتدا بمحاذاة الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى باتجاه الشرق ويتلاصق مع الجدار الشرقي للجامع القبلي، وقد قُسّم إلى قسمين عام 2000، بقي أحدهما داخل الجامع القبلي كما هو، وتحول الآخر وهو الذي يحتوي على الباب المؤدي إلى ساحة المصلى المرواني، إلى عيادة طوارئ تخدم في حالات الاعتداءات والأخطار.

4) مصلى الأقصى القديم: يقع مصلى الأقصى القديم أسفل الجامع القبلي، يتمّ الوصول إليه عن طريق درج حجري قرب الرواق الأوسط، شمال الجامع القبلي. ويتألف المصلى من رواقين بُنيا في العهد الأموي أيضا، ويؤديان في نهايتهما إلى "الباب المزدوج"، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى المغلقة حاليا، ومن ثمّ باتجاه "القصور الأموية" الواقعة خارج أسوار المسجد من الناحية الجنوبية. ويتميز المصلى بأنه يحتوي على قبتين أمويتين فوق مدخله الجنوبي، بالإضافة إلى أعمدة حجرية ضخمة مدعومة بجسور خرسانية أُضيفت إلى المكان، ويتسع المصلى اليوم لنحو ألف مصلٍ.

يوجد عند المدخل الشمالي للمصلى غرفة صغيرة كانت تستخدم للحرس، كما أن هناك غرفة أكبر تقع عند بقايا الباب المزدوج عند المدخل الجنوبي للمصلى، وكانت تستخدم للحرس أيضا، وهي تحتوي على محراب في مدخلها، وتوجد فيها بئر عميق فارغ ومغلق الآن، ولهذه البئر قصة معروفة، حيث كان قديما عامر بالمياه، حتى قامت سلطات الاحتلال بتفريغه من الماء واستخدامه للتسلل إلى الأقصى. ومن أشهر من تسلل إليه، وزير الحرب الإسرائيلي عام 1967 موشيه دايان، ولذلك قامت دائرة الأوقاف بإغلاق هذا البئر وإضاءته باستمرار لضمان عدم قيام أي شخص من العناصر الصهيونية المتطرفة بالتسلل إلى الأقصى من خلاله.

5) المصلى المرواني: يقع جنوب شرق حرم الأقصى ويتكون من 16 رواقا حجريا، و11 بابا، ويقع تحت الأرض، ويتميّز بسقفه الكبير الذي يعتبر أكبر حجما من سقف مسجد قبة الصخرة. بُني المصلى في الأساس من قِبَل الأمويين من أجل استخدامه كتسوية لهضبة بيت المقدس للبناء عليها، لكن الصليبيين قاموا لاحقا بتحويله إلى إسطبل للخيول وسمّوه "إسطبلات سليمان"، لكن عند تحرير القدس أعاد صلاح الدين الأيوبي المكان إلى عهده السابق. أما سبب تسميته فكان تكريما للخليفة الأموي مروان بن الحكم، للدور الكبير الذي قام به مع أبنائه من بعده في إعادة إعمار المسجد الأقصى. وقد أُغلق المصلَّى المرواني لسنوات طويلة، لعدة عوامل أهمُّها اتساع المكان العلويِّ، وقلة عدد شادِّي الرحال إليه، إلاَّ أن مضاعفة عدد المصلِّين واكتظاظ المساحة داخل المسجد الأقصى بهذا الكمِّ الهائل من المصلِّين، أوجب ضرورة إعادة افتتاح المسجد وتحويله إلى مصلَّى.

6) جامع البراق: يقع مسجد البراق جنوب غرب المسجد الأقصى، تحديدا قرب باب المغاربة. سمّي المسجد بهذا الاسم، لأنه كان شاهدا على رحلة النبي محمد ﷺ خلال ليلة الإسراء والمعراج، حينما صعد على متن دابة تُدعى "البراق"، ووفقا لمصادر أخرى، يقال إنّ سبب تسمية المسجد هو أنّ جبريل ﷺ قام بربط البراق في حائط المسجد، ولا تزال إلى الآن الحلقة التي ربط فيها موجودة في الجدار. وللمسجد أهمية كبيرة لدى اليهود، لأنهم يزعمون أنه الأثر الوحيد المتبقي من "هيكل سليمان" الذي دمره نبوخذ نصر الثاني، لذلك يبكون على حائطه، ولإثبات ذلك قاموا بحفريات بجانب الحائط، إلا أنهم وجودوا آثار تعود للقصور الأموية، وقال عالم آثار إسرائيلي، إن هذه الآثار لا تعود لملك اليهود، ولا لآثار الهيكل المزعوم، بل تعود للقصور الأموية.

7) جامع المغاربة: بناه صلاح الدين الأيوبي، حيث كانت تقام فيه الصلاة المالكية. ويقع في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، وجنوب مسجد البراق، يأخذ المسجد شكلا مستطيلا من الشمال إلى الجنوب وله بابان، باب مُغلق في الزاوية الشمالية، وآخر مفتوح من الجهة الشرقية.

8) جامع النساء: يقع جامع النساء في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، ويُقال إن تاريخ بنائه يعود إلى عهد الاحتلال الصليبي؛ إذ تمّ بناؤه على الأرجح ككنيسة قبل أن يُحرّر صلاح الدين الأيوبي القدس ويحوله إلى مسجد مخصص للنساء. لكن في الوقت الحالي لم يعد مصلى للنساء، بل تم تقسيمه لـ 3 أقسام؛ القسم الأول: مُلحق بالمتحف الإسلامي ويقع غرب المسجد. القسم الثاني: مكتبة الأقصى الإسلامية وتقع وسط المسجد. القسم الثالث: يُستخدم كمستودع، ويقع شرق المسجد.

9) مصلى باب الرحمة وباب التوبة: يقع مصلى باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى، وله تاريخ يعود لـ 1300 عام، وكان مُغلق لسنوات طويلة من قِبل الاحتلال الاسرائيلي، حتى عام 2019، بعد ما قام الفلسطينيون بـ "هبّة باب الرحمة" وفتحه أمام المصليين، لكنه اليوم يعاني من مشاكل بنيوية، واعتداءات جنود الاحتلال واعتقالات متكررة.

10) مصلى الجنائز: هو عبارة عن مصطبة صغيرة، ترتفع قليلا عن الأرض، تقع جنوب المسجد الأقصى، أي في الرواق الشمالي للمصلى القبلي، ويتم وضع الميت عليها عند الصلاة عليه، ويوجد خلف هذا المصلى، عمود مكتوب عليه كيفية صلاة الجنازة.

قباب المسجد الأقصى:

يوجد في ساحة المسجد الأقصى 13 قبة، بُني أغلبها في العهدين الأموي والأيوبي، والعثماني، ليكونوا مراكز للتدريس، أو للعبادة والاعتكاف، أو تخليدا لذكرى حدث معين.[3]

1) قبة الصخرة: يقع المسجد الأقصى على هضبة، وفي أعلى هذه الهضبة يوجد صخرة بارزة، طولها 8 أمتار وعرضها 14 متر، وتحت الصخرة توجد مغارة. يُقال أن الرسول محمد ﷺ عرج منها للسماء، في حادثة الإسراء والمعراج، بنى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان فوقها مسجد قبة الصخرة المشرفة، في قلب الحرم، وطلى القبة بالذهب الخالص، ما يقارب 82 كيلو غرام من ذهب 24 قراط.

2) قبة السلسلة: تقع في قلب المسجد الأقصى، والقبة عبارة عن مبنى صغير الحجم، جدرانه مفتوحة، له 11 عمودا رخاميا، ومحراب واحد في جنوبه، جهة القبلة، وفي وسطها ستة أعمدة أخرى تحمل قبة مغلقة سداسية، تعلوها القبة. أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، واختلف في الحكمة من بنائها، ويُرجّح أنها بنيت بوصفها نموذجا طورت على أساسه قبة الصخرة، كما استخدمت فيما بعد مقرا للعلم والعلماء للتدريس والسماع، واستخدمت أيضا للصّلاة والتعبّد.

3) قبة الأرواح: تقع إلى الشمال من قبة الصخرة بالحرم الشريف، القبة مفتوحة الجوانب، وتتكون القبة من بناء قوامه ثمانية أعمدة رخامية، يقوم عليها ثمانية عقود مدببة. تقع على صحن الصخرة التي تتوسط المسجد الأقصى، اُختلف في سبب تسميتها، فقيل لعلها سُميت بذلك استئناسا بالأحاديث التي وردت في فضل صخرة بيت المقدس وأنها أرض المحشر والمنشر وأن أرواح العباد تحشر إليها، والبعض قال بسبب قربها من المغارة المعروفة باسم مغارة الأرواح.

4) قبة موسى: أنشأها الصالح أيوب، كما ظهر في أحد نقوشها. وتتكون من غرفة مربعة تعلوها قبة، ويوجد فيها عدد من المحاريب بالداخل والخارج، تقع هذه القبة فوق مصطبة موسى، وسط الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك، بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب، ليتعبد فيها الزهاد، وقِيل إنها سُميت بذلك تيمنا بنبي الله موسى. كما سُميت سابقا قبة الشجرة، نسبة إلى شجرة نخل ضخمة كانت بجوارها. وأيضا سميت بالقبة الواسعة. تستخدم القبة اليوم دارا لتحفيظ القرآن الكريم، حيث تم فتح أول دار للقرآن الكريم في فلسطين فيها، وما زالت تُخرّج الأفواج من الطلبة الذين يتعلمون أحكام التجويد فيها.

5) قبة النبي: تقع شمال غرب قبة الصخرة، وتُسمى أيضا محراب النبي، أنشأها صاحب لواء غزة والقدس محمد شاكر بيك، وتقوم القبة على ثمانية أعمدة رخامية، وهي مفتوحة الجوانب، ويوجد بلاط أحمر في أرضية القبة يُحيط به المحراب، يُعتقد أنها بنيت في المكان الذي صلى فيه النبي محمد ﷺ إماما بالأنبياء والملائكة ليلة الإسراء والمعراج.

6) القبة النحوية: تقوم هذه القبة في الزاوية الجنوبية الغربية لصحن قبة الصخرة المشرفة، وقد تم تعميرها في الفترة الأيوبية في عهد السلطان الملك عيسى، لتكون مدرسة مُتخصصّة لتعليم العلوم اللغوية من صرف، ونحو داخل المسجد الأقصى، فعُرفت بالقبة النحوية، والمدرسة النحوية. تحولت القبة النحوية إلى مكتبة في عهد الاحتلال البريطاني، وتُستعمل اليوم مقرا لمحكمة الاستئناف الشرعية، واسمها الدقيق الآن: مكتب القائم بأعمال قاضي القضاة، ومن تحتها أرشيف المحكمة.

7) قبة الخضر: تقع بالقرب من الرواق المؤدي إلى صحن قبة الصخرة، وهي قبة صغيرة مرفوعة على ستة أعمدة من الرخام، فوقها ستة عقود حجرية مدببة، وبداخلها بلاطة حمراء على شكل محراب باتجاه القبلة. فيها زاوية تسمى زاوية الخضر، قيل إن الخضر كان يُصلي فيها، واُستخدمت كزاوية للذكر، والدعاء، والعلم، والاعتكاف.

8) قبة سليمان: تقع في ساحة الحرم بالقرب من باب شرف الأنبياء (باب الملك فيصل) وهي عبارة عن بناء مُثمن، بداخله صخرة ثابتة، محمولة على 24 عمودا رخاميا، ولها محراب في جنوبها، وباب مفتوح في واجهتها الشمالية. ويذكر بعض المؤرخين أن القبة من بناء الأمويين، إلا أن طراز البناء لا يشير إلى ذلك، بل يدل على أنه يرجع إلى أوائل القرن السابع الهجري. اُستخدمت هذه القبة مكانا للعبادة، والتأمل، والخلوة، ثم لحفظ أوراق وسجلات المحكمة الشرعية، وسجلات الأقصى، ثم قامت دائرة الأوقاف ولجنة الإعمار بترميمها، واُستخدمت مقرا لقسم الواعظات، لكن المبنى الآن بحاجة للترميم.

9) قبة يوسف: تقع جنوب الصخرة المشرفة، أنشأها علي آغا، وهي عبارة عن مُصلى صغير، تعلوه قبة محمولة على أربعة أعمدة، وهي ضحلة يعلوها هلال على النمط العثماني. وهي مفتوحة البناء من جميع جهاتها باستثناء الواجهة الجنوبية، وهناك قبة أخرى بهذا الاسم بين المسجد الأقصى وجامع المغاربة. شاع بالخطأ أنها سميت بقبة يوسف تيمنا بنبي الله يوسف ﷺ، وهذا محتمل، إلا أن وجود النقش الأيوبي الذي يُرجّح أن المقصود هو الاسم الأول للسلطان صلاح الدين، "يوسف التكريتي".

10) قبة "عشاق النبي"، أو إيوان العشاق،: تقع هذه القبة مقابل باب العتم إلى الجنوب الشرقي منه، في الجهة الشمالية لساحة الحرم الشريف، وقد تم إنشاء هذا الإيوان الذي عُرف لاحقا بالقبة، في عهد السلطان محمود الثاني، وذلك وفق ما ورد في النقش التذكاري، وعلى ما يبدو أن هذا المكان كان مُلتقى للصوفيين، والزهاد، والذين عُرفوا بعشاق النبي ﷺ، حتى أصبحت تعرف بقبة عشاق النبي. وهي عبارة عن مبنى مربع الشكل طول ضلعه 7 أمتار، قائم على أربع دعائم، تعلوها أربعة عقود مدببة، وتعلوها قبة ضحلة. والمبنى مفتوح الجوانب، وبه محراب حجري مجوف جميل يبدو أنه أضيف في فترة لاحقة في وسط الجهة الجنوبية. ويُصعد إلى صحن هذه القبة من خلال ثلاث درجات من الجهتين الغربية والشرقية، وأرضيتها مبلطة بالحجر، وعلى حافتها من الجهة الشمالية عمودان نائمان يبدو أنهما وضعا في زمن متأخر؛ كدربزين.

11) قبة يوسف آغا: تقع إلى الغرب من الجامع القِبْلي، بين المتحف الإسلامي والمسجد الأقصى المبارك، دُعيت باسم منشئها الوالي العثماني يوسف أغا، وهي عبارة عن غرفة مربعة تعلوها قبة. وتستخدم اليوم مكتبا لبيع تذاكر دخول المتحف الإسلامي لزوار المسجد الأقصى من غير المسلمين، وتُستعمل كذلك مكتبا للاستعلامات.

12) قبة الشيخ الخليلي: تقع في صحن الصخرة إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة المشرفة الواقعة في قلب المسجد الأقصى، تفصل بينهما قبتا النبي والمعراج، وأُنشئت في العهد العثماني، واتخذها الشيخ الخليل التي سُميت على اسمه كمقرا له، لقراءة الأوراد (الأدعية الصوفية)، والاعتكاف، وتُعرف كذلك بقبة" بخ بخ"، و"مصلى الخضر"، و"مسجد النبي". وهي اليوم مكتب للجنة إعمار المسجد الأقصى. والقبة عبارة عن مبنى مستطيل الشكل على أربعة أركان، تعلوه قبة ضحلة على الطراز العثماني، وفي واجهاته الأربع ثماني نوافذ مستطيلة الشكل. وفي واجهة المبنى الشرقية باب صغير يعلوه نقش يحمل اسم وتاريخ المبنى، وتحت مبنى قبة الخليلي يوجد مبنى سفلي، يسمى كهف أو مغارة الأرواح، وهذا الكهف قليل التهوية، عديم النور، ولا يستعمل الآن.

13) قبة مهد عيسى: بناء تذكاري داخل المسجد الأقصى، أنشأه المسلمون في العهد العثماني، يقع عند منتصف درج قائم في الزاوية الجنوبية الشرقية للمصلى المرواني يُوصل إلى سطح المصلى. والبناء عبارة عن قبة صغيرة تحملها أربعة أعمدة، وتحتها حوض حجري يسمى "مهد عيسى"، وأمامه محراب حجري كذلك. ويقال إن المسيح عيسى بن مريم نام في هذا المكان وهو طفل صغير، وهو أمر لا دليل عليه وغير صحيح على الأرجح، ولا يَعتقد به النصارى. ويؤكد باحثون أن محراب أو مهد عيسى هو في الأصل مقصورة الخليفة، وكان الفاطميون قد اتخذوا من هذا المحراب وهذه المقصورة مكانا للعبادة، وأطلقوا عليه وهما، اسم مسجد مهد عيسى.

مآذن المسجد الأقصى:

يوجد في المسجد الأقصى المبارك أربع مآذن، يعود تاريخ إنشائها إلى العهد المملوكي، وتقع ثلاث منها على امتداد الجهة الغربية للمسجد الأقصى، والرابعة تقع في الجهة الشمالية بين باب الأسباط وباب حطة. وسبب عدم وجود مآذن في الجهة الجنوبية والشرقية، هو أن الأقصى بني على تلّة، مرتفعة في الوسط والشمال ومنخفضة في الشرق والجنوب، والمآذن بحاجة إلى مكان صلب ومرتفع. كما أن النشاط الإنساني والسكاني بعد الفترة الأموية تمركز في الجهة الغربية والشمالية، وكانت الحاجة لاستخدامها في هذه الجهات أكثر من غيرها.[4]

1) مئذنة باب الأسباط: ومن أسمائها "مئذنة الصلاحية" لكونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية، بُنيت على قاعدة رباعية كباقي مآذن الأقصى. وفي الفترة العثمانية أُعيد بناؤها بشكل أسطواني على غرار المآذن العثمانية، فأصبحت المئذنة الوحيدة أسطوانية الشكل في الأقصى.

2) مئذنة باب المغاربة: أو المئذنة الفخرية، وسميت بالمنارة الفخرية نسبة إلى القاضي شرف الدين بن فخر الدين الخليلي، ناظر الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، والذي أشرف على بنائها وعلى بناء المدرسة الفخرية القريبة، وتُعد أصغر مآذن المسجد الأقصى، وتعاني المئذنة الجليلة، منذ سنوات طويلة من محاولات المحتلين إسكات الأذان فيها، بدعوى أنه يزعجهم، مما أجبر إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس على تعديل وضع السماعات فيها بحيث تتجه داخل الأقصى وتخفيض صوتها، ليُحرم سكان قرية سلوان الواقعة جنوب الأقصى المبارك من سماع أذانها.

3) مئذنة باب السلسلة: عُرفت كذلك بمنارة المحكمة، حيث تقع بالقرب من مبنى المحكمة الشرعية، الذي يُعرف أيضا بالمدرسة التنكزية. ويُصعد إليها من خلال مدخل المدرسة الأشرفية، وهي مربعة القاعدة والأضلاع، وتعتبر المئذنة الوحيدة من بين مآذن الأقصى الأربعة التي ظل المؤذنون يرفعون منها الأذان يوميا، إلى أن بدأ استخدام مكبرات الصوت الموجودة في غرفة المؤذنين. وتقع المئذنة في موقع حساس جدا حيث تشرف على حائط البراق المحتل، والذي أطلق عليه الاحتلال اسم حائط المبكى منذ عام 1967.

4) مئذنة باب الغوانمة: فسميت "منارة قلاوون"، كما سميت منارة السرايا لقربها من مبنى السرايا، وهي أكثر مآذن المسجد الأقصى المبارك ارتفاعا وإتقانا في الزخارف، وتقوم على قاعدة رباعية الأضلاع إلا أن جزءها العلوي ثماني الأضلاع، وبسبب ارتفاعها الذي يجعلها تشرف على مختلف نواحي الأقصى، سعى الصهاينة إلى السيطرة عليها عبر المدرسة العمرية المجاورة، والتي كانت بلدية الاحتلال قد وضعت يدها عليها منذ بدء الاحتلال. كما أن النفق الغربي الذي اُفتتح عام 1996 يمر قُرب أساسات هذه المئذنة مما أدى إلى تصدعها، واستلزم ترميمها الأخير عام 2001.

أسبلة المسجد الأقصى[5]:

أسبلة؛ أي سبيل الماء للشرب أو للوضوء، وما يلحق بها من متعلقات، ويوجد في المسجد الأقصى المبارك عدد من أسبلة المياه، فقد حرص المسلمون على توفير المياه للشرب والطهور في هذا المسجد؛ فحُفرت الآبار وأًنشئت الصهاريج والأسبلة داخله في الساحات المكشوفة لتخزين مياه الأمطار. وقد زودت بصنابير للمياه وثلاجات لدى تجديدها في العصر الحديث. ويعود إنشاء أسبلة الأقصى إلى العصرين الأيوبي والمملوكي، وجدد كثير منها أو استحدث في العصر العثماني بأمر من السلطان سليمان القانوني، الذي تميز عهده ببناء الأسبلة.[6]


1) سبيل الكأس: يقع أمام المسجد الأقصى في الجهة الجنوبية. ويُسمى أيضا "بركة"، وهو عبارة عن بركة أسطوانية الشكل في وسطها كأس مرتفعة تتوسطها ماسورة مياه، لذلك يسمى بسبيل الكأس ويُستخدم للوضوء.

2) سبيل باب المغاربة: يقع بالقرب من باب المغاربة، وهو غير عامل.

3) سبيل الشعلان: يقع أسفل الدرج الشمالي الغربي المؤدي إلى صحن الصخرة، وكان السبيل عامرا حتى آخر عهد الاحتلال البريطاني، أما اليوم فإنه معطل. وقرب هذا السبيل يوجد مصلى يُسمى مصلى سبيل شعلان، ويُستخدم اليوم غرفة للحرس، ولا محراب فيه.

4) سبيل البصيري: يقع شمال شرق باب الناظر، سُمي أيضا سبيل الحبس، وسبيل باب الناظر، وبئر إبراهيم الرومي. والسبيل اليوم شهد عملية ترميم وتشغيل من قبل لجنة التراث الإسلامي، وأصبحت مياهه مبردة بواسطة ثلاجة كهربائية ، وأوصلت بها مجموعة من الحنفيات لاستخراج المياه الباردة منها.

5) سبيل قايتباي: يقع مقابل مكتبة الأقصى في الجهة الغربية لساحة الحرم الشريف، وسُميّت نسبة للملك الأشرف قايتباي الذي جددها، والسبيل عبارة عن مبنى مرتفع وجميل، أُدخلت فيه فنون العمارة، وجملته الحجارة الملونة، وله قبة جميلة مُزخرفة بزخارف نباتية، وقِيل إنه السبيل الوحيد من نوعه في فلسطين. وهو عامر، ويُستفاد من مياهه المثلجة بثلاجة وضعتها داخله لجنة التراث الإسلامي، وتحت السبيل يوجد بئر كبير وعامر بالمياه. وفي عام 1981 اُكتشِفت حفريات صهيونية تمتد من الغرب إلى الشرق تحت باب المطهرة، وتنفذ إلى البئر بامتداد أكثر من 25م داخل باحات المسجد الأقصى، ولا تفصلها إلا أمتار قليلة عن قبة الصخرة. وإثر احتجاجات من جانب المسلمين، اضطر الصهاينة لإغلاق الفتحة التي كانوا يراقبون منها المسلمين عند السبيل، ولكنهم أعادوا لاحقا فتحها.

6) سبيل قاسم باشا: نسبة لوالي القدس قاسم باشا الذي بناه، ويقع في القرب من باب السلسلة، ويُسمى أيضا سبيل باب المحكمة، واليوم أصبحت مياهه من ضمن مشروع المياه القُطريّ التابع لبلدية الاحتلال.

7) سبيل السلطان سليمان: نسبة للسلطان سليمان القانوني، الذي بناه، كما سُمي باسم سبيل السلسلة، وسبيل العتم، ويقع في الشمال بالقرب من باب العتمة.

8) سبيل البديري: يقع شرق باب الناظر في الجهة الغربية، ونقشت أبيات شعرية مقروءة وجميلة في رخام حائطه الشرقي. والسبيل اليوم معطل، وقد رممته دائرة الأوقاف الإسلامية.

9) سبيل باب حطة: يقع بالقرب من باب حطة في الفترة العثمانية، رممته مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية أثناء بنائها لوحدة المراحيض القريبة، ثم أُلغي نهائيا بعد ذلك.

10) سبيل مئذنة باب الأسباط: يقع هذا السبيل غرب المئذنة، وهو عبارة عن أربع حنفيات تقوم على مبنى باطوني يشابه شكل الكأس، والسبيل الآن معطل.

11) سبيل المدرسة الغادرية: يقع أمام المدرسة الغادرية المهدمة، وهو عبارة عن كأس فيه أربع حنفيات، كان يستخدمها طلاب المدرسة الثانوية الشرعية، وجميع زوار المسجد الأقصى، واليوم هو معطل.

12) سبيل الزيتونة: سبيل يقع غرب سبيل الكأس شمال الجامع القِبْلي الواقع في صدر الأقصى، أقامته لجنة التراث الإسلامي حديثا برعاية دائرة الأوقاف الإسلامية، وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى شجرة الزيتون التي تحيطها حنفياته السبع. يعمل السبيل بواسطة ثلاجة ثبتت داخل جذع الزيتونة المعمرة، عُرفت منذ بدايات القرن العشرين باسم "زيتونة النبي"، ولا يُعرف سبب تسميتها بهذا الاسم.

13) سبيل منبر برهان الدين: يقع هذا السبيل على زاوية درج البائكة الجنوبية الغربية، وعلى ظهر منبر برهان الدين، ويبلغ عدد صنابيره 24، وقد يستخدمها بعض الزائرين للوضوء. أُنشئت على أيدي لجنة الإعمار المنبثقة عن دائرة الأوقاف الإسلامية.

14) بركة النارنج: بركة تقع في الساحات الغربية للمسجد الأقصى أمام المدرسة الأشرفية، ولها من الأسماء أيضا "بركة عنغج"، وهي بركة مربعة الشكل طول ضلعها سبعة أمتار، فُرشت أرضيتها، وحيطانها بالرخام، وفي وسطها صحن نافورة معطلة.

15) صهريج الملك عيسى: بناء يقوم في الساحات الغربية للأقصى، وأنشأه السلطان الأيوبي عيسى، ليكون خزانا للمياه، ثم أُهمل فترة من الزمن وحُوّل بعد ذلك إلى مخزن لحدائق المسجد، ويُستعمل جزء منه حاليا كعيادة طبية مُكمّلة للعيادة الطبية الواقعة شماله، والجزء الأكبر منه عبارة عن مكاتب للأوقاف.

زوايا المسجد الأقصى:

يحتوي المسجد الأقصى المبارك على 8 زوايا، وهي مكان ومركز معد للمتعبدين، والمتصوفين، وطلبة العلم، والمحتاجين.

منها: زاوية الهنود؛ أسّسها بابا فريد شكر كنج من مسلمي الهند، وقد جاء إلى بيت المقدس قبل أربعة قرون بقصد العبادة، تقع شمال المدينة بداخل السور، عند باب الساهرة وفيها مسجد ولها وقف باب حطة. الزاوية الرفاعية؛ وتسمى أيضا بزاوية (أبي السعود) سميت بذلك لأن أكثر المنتمين إليها من العائلة المعروفة بآل أبي السعود، وتقع بداخل الحرم القدسي إلى الشمال تحت مئذنة باب الغوانمة، الزاوية اللؤلؤية، الزاوية البسطامية، الزاوية الفخرية، زاوية الخضر، الزاوية الوفائية، الزاوية الغزالية.

مقابر وقبور المسجد الأقصى:

1) مقبرة باب الرحمة: تقع على السور الشرقي للمسجد الأقصى وتضم عددا من قبور الصحابة الذين شاركوا في فتح مدينة القدس مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورفات المئات ممن شاركوا مع صلاح الدين في تحرير المدينة من الصليبيين، مما أكسبها مكانة خاصة لدى المسلمين.

2) مقبرة الاخشيدية "مقبرة الشهدء": تقع في الزاوية الشرقية الجنوبية من ساحة الغزالي بالقرب من باب الأسباط. وسميت المقبرة بهذا الاسم لأنها تضم ثلاثة قبور للاخشيديين، وهم سلالة تركية حكمت القدس فترة من الزمن، وستة قبور أخرى تعود لأعيان القدس وشهدائها. وهي تُعد من أصغر المقابر الإسلامية في المدينة المقدسة.

3) المقبرة اليوسفية: تضم المقبرة عددا من المعالم منها نصب تذكاري لشهداء حرب 1967، ونصب تذكاري لشهداء مذبحة الأقصى الأولى عام 1990، وسُميت باليوسفية نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي، إذ إن اسمه يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُّويني التكريتي.

4) قبر الصحابي عبادة الصامت، والصحابي شداد بن أوس.

ويوجد أيضا داخل المسجد الاقصى:

المتحف الإسلامي؛ هو مبنى صغير، غربي قبة الصخرة، يحتوي على مجموعة رائعة من الأدوات والمصاحف المهداة للحرم على مر العصور، وفيه مخطوطات قرآنية من حقب تاريخية مختلفة. ومن الجدير بالذكر أن المعروضات في المتحف فريدة من نوعها.

حائط البراق: يُعتبر من الأماكن الإسلامية المقدسة وجزءا من أجزاء الحرم الشريف، وهو الحائط الذي يحيط الحرم من الناحية الغربية، ويبلغ طوله 156 قدما، وارتفاعه 56 قدما، وهو مبني من حجارة قديمة ضخمة، يبلغ طول بعضها 16 قدما، أطلق عليه المسلمون اسم البراق، لاعتقادهم أنه المكان الذي ربط عنده النبي محمد ﷺ براقه ليلة الإسراء. ويسميه اليهود حائط المبكى بدعوى أنه من بقايا هيكلهم، فنظروا إليه منذ زمن قديم بعين التقديس، و يزورونه لا سيما في صباح يوم (تسعة آب)، وعنده يبكون.

والكثير من معالم المسجد الأقصى، تجدونها في هذا الرابط : https://t.ly/CQSp4

فعند الحديث عن موقع المسجد الأقصى، فنحن نتحدث عنه من جانب عقائدي روحي معنوي، ليس فقط من جانب مادي جغرافي، متحدد ضمن الآثار، والأحجار، والمعالم المادية. فالدفاع عن المسجد الأقصى وعن كل بيت من بيوت الله، ليس بدافع مادي فقط، بل الأصل بدافع عقائدي، بدافع الدفاع عن أرض، والعرض، وأرواح المسلمين وأموالهم المعتدى عليها.

فالحركة الصهيونية سعت ومازالت تسعى لتهويد المنطقة بالكامل، من خلال المستوطنين، والحفريات، والانفاق تحت المسجد الأقصى، فالآن يوجد تحت المسجد الاقصى 7 قاعات مؤتمرات، تعمل على تجسيد الهيكل، وتقدم شروحات للسُياح اليهود والأجانب ضمن سرديات يهودية صهيونية بأحقية الأرض. فما يفعله المقدسيون اليوم، هو رفع فرض العين عن كل الأمة بدفاعهم عن المسجد الأقصى. فهم لا يدافعون فقط، بل يعملون على زيادة وعي الناس بالمعالم وأهميتها الدينية، ففي عام 2016 هدمت إسرائيل قبتين في المسجد الأقصى، ولعدم معرفة الناس بهذه المعالم وأهميتها، لم يتحرك ساكن، فمعرفة هذه المعالم يخدم في حماية الأماكن المقدسة من التهويد، والتضليل، وقلب الحقائق، وصناعة تاريخ جديد، فكل ما هو مقدس عظيم في نفوس المسلمين، فالآن الحرب على المسجد الأقصى وعلى فلسطين، والفلسطينين، هي حرب معرفية.

كنائس المدينة القديمة في القدس:

لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الكنائس داخل البلدة القديمة، لكن المرشد السياحي داود مناريوس قال إن عدد الأديرة والكنائس في البلدة القديمة قد يصل إلى 150. وسنتطرق لبعضها:

1) كنيسة القيامة: تعد كنيسة القيامة الأعرق والأهم والأكثر قدسية لدى العالم المسيحي، بُنيت كنيسة القيامة من قبل الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين عام 335 للميلاد، وبنيت في المكان الذي يُعتقد أنه شهد حادثة صلب السيد المسيح، ومن ثم قيامه من بين الموتى (حسب المعتقدات المسيحية). في كل يوم يُقيمون الصلاة، إلى جانب طواف يومي في مختلف ربوعها. يوجد الدير الأرثوذكسي، ودير الروم الأرثوذكسي، ودير القديس إبراهيم، الذي اشتراه من الأحباش. والحصة الثالثة للأرمن الأرثوكس، والأقباط الأرثوذكس لهم مكانة ثانوية في الكنيسة، يؤدون صلواتهم في معبد صغير، أما السريان الأرثوذكس فإنهم يقيمون الصلاة كل يوم أحد في معبد للأرمن بجانب القبر المقدس.

2) كنيسة سيدتنا مريم: تقع الكنيسة في وادي قدرون بين سلوان وجبل الزيتون وباب الأسباط، وتحتوي الكنيسة على قبور "مريم البتول" ووالديها، وكذلك قبر يوسف النجار، وقد بنيت بين عامي 450م و457م، حسب الاعتقاد المسيحي.

3) كنيسة القديسة حنة (الصلاحية): تقع الكنيسة شمالي الحرم القدسي قرب باب الأسباط، حيث أتى السيد المسيح في هذا الموقع بإحدى معجزاته، تم تحويلها في عهد صلاح الدين الأيوبي إلى مدرسة اختصت بتعليم الفقه الشافعي، في عام 1852 أعطاها السلطان العثماني عبد المجيد الثاني لنابليون الثالث الذي حوّلها إلى كنيسة وبقيت كذلك حتى يومنا هذا.

4) كنيسة الجثمانية: تقع هذه الكنيسة بين سلوان وجبل الطور وباب الأسباط، حيث يُعتقد أن الموقع شهد عملية القبض على السيد المسيح عندما وشى به (يهوذا الأسخريوطي).

5) كنيسة العلية (دير صهيون): يقع هذا الدير على قمة جبل صهيون بالقرب من باب الخليل، ويعتقد بعض المسيحيين أن "السيد المسيح" تناول وأتباعه في الدير عشاءهم الأخير.

6) كنيسة الصعود: بُنيت على جبل الزيتون في المكان الذي يُعتقد أن "السيد المسيح" صعد منه إلى السماء.

وتشهد هذه الكنائس تهديد متواصل من قبل الاحتلال الاسرائيلي، والمستوطنين، فالعقيدة اليهودية تعد المسيحيين "عبدة أوثان" وتنبذ المسيحية لأنها "وثنية"، وقد رفض اليهود قديما دعوة النبي عيسى ﷺ لتخليصهم من شرورهم واعتناق الديانة المسيحية، فأنكروه واضطهدوه، ووشى أحدهم للرومان بمكانه قبل تقديمه للمحاكمة.

[1] أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة القدس: https://t.ly/E1mrA

[2] أبواب الأقصى.. المغلقة والمفتوحة والإلكترونية: https://t.ly/bAedl

[3] قباب المسجد الأقصى الـ 13: https://t.ly/DARcL

[4] مآذن الأقصى: https://t.ly/Ab-8y

[5] أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة القدس: https://t.ly/E1mrA

[6] أسبلة المياه بالمسجد الأقصى: https://t.ly/QWgxX

مواضيع ذات صلة