"وَعْدُ الْآخِرَةِ"
عقيدة


متى يأتي الوعد الثاني:
قال الله في سورة الإسراء: "إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا"
- إساءة الوجه؛ أي السمعة
- دخول المسجد بالفتح والتمكين؛ "عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ"؛ أي هناك إعداد محكم لهم.
- التتبير؛ أي تدمير كل ميادين العدو.
1) وكيف تتحقق إساءة الوجه لإسرائيل؟
عن طريق فضح كذبهم وحقيقتهم، وأفضل وسيلة لذلك الآن، هي الإعلام:
- المشاركة في معركة الوعي.
- إظهار الحقائق المخفية.
- كشف الخطط، والدسائس.
- التأكيد على الحق، والمظلومية.
- الإبقاء على ذاكرة الأجيال القادمة.
- إبراز المرابطين، والمقاومين، ودورهم؛ لـ"صناعة القدوات".
- إشعال روح المقاومة والعزة.
- مساندة المرابطين، والمقاومين، ودعم قضيتهم "ماديا، ومعنويا"، ومن أهم الوسائل، هي "المقاطعة".
قال رسول ﷺ: "ما من مسلمٍ يَخذِلُ امرأً مسلمًا في موضِعٍ تُنتهكُ فيه حُرمتُه ويُنتقَصُ فيه من عِرضِه ؛ إلا خَذَلَه اللهُ في مواطنَ يُحبُ فيه نصرتَه، وما من امرئٍ ينصرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتقَصُ فيه من عرضِه، ويُنتهكُ فيه من حُرمتِه؛ إلا نصرَه اللهُ في مواطنَ يُحبُ فيه نصرتَه".
آثار الإعلام بشكل عام، والرقمي بشكل خاص:
- أكاذيب الجيش الذي لا يُقهر! الأقوى استخباراتيا في الشرق الأوسط! الأكثر تقدما خلال 75 سنة!
- مدى مصداقية المقاومة، وأحقيتها بتمثيل الشعب الفلسطيني، والصمود الأسطوري للمقاومة، متسقا مع أخلاق المسلم، في السلم، والحرب، والقتال، والأسر.
- كشف تذبب واضطرابات قنوات الإعلام العربية، والعالمية للروايات الإسرائيلية، ومحاولة قلب الحقائق.
- غياب الموضوعية.
- الكيل بالمكياليين، وازدواجية المعايير.
- انحياز الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي نحو أمريكا، والاحتلال الإسرائيلي.
- التضييق على وسائل الإعلام: "إغلاقات الحسابات - حظر منشورات معينة - منع إمكانية التعليق- منع البث المباشر - التحذير من بعض الهاشتاغات - حذف عدد من المتابعين - تقويض الوصول إليها - إخفاء المنشورات، وغيرها.
- مدى ترابط الشعب الفلسطنيني، وبشكل خاص الغزاوي، وانعكس ذلك على الشعوب العربية، التي أصبحت تنتظر قيادات حمساوية.
- بداية صحوة عالمية، نحو الظلم الواقع على الفلسطينيين، والمسلمين، والظلم الواقع على العالم بأسره، فالعالم الغربي اكتشف أنهم لا يتمتعون بالحريات التي كانوا يتوقعونها، فتَوضَّحَ أن حرتيهم سقفها إسرائيل.
2) كيف يتحقق دخول المسجد الأقصى؟
عن طريق عبادا لنا صالحين، أولي بأس شديد، لكن كيف؟
عانت الشعوب الإسلامية ومازالت تعاني من إعلاء لقيمة الساقطين والفاسدين، وإدراجهم تحت مسميات النجوم والمشاهير، والتقليل من شأن ودور العلماء، والحفّاظ، والمثقفين، وإشهار العلماء غير المتمكنين، والذين لا يملكون القيمة، أو القوة المؤثرة، إلا من رحم ربي. فهذا من شأنه أن يصنع جيلا منكبا على حب الدنيا، يعيش من أجل المظاهر والثانويات، متجاهلا دور المسلم الحقيقي في الأرض، وهو الخلافة على أحسن وجه.
وما حدث في غزة كان أكبر دليل على أهمية وجود عُلماء ثقات، ومُتمكنين، ومُثقفين، ومُنفتحين، ومُتطورين، لهم قيمة، وقوة تأثير، كأمثال: الشيخ نزار ريان، والشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وصلاح الدين شحادة، وبسام جرار، وعمر الأشقر، وغيرهم الكثير، حيث صنعوا جيلا لا يهاب الموت، قلوبهم معلّقة بالله، وبالآخرة، فأصبحت الدنيا في قلوبهم كما يجب أن تكون في قلب كل مؤمن، فقال الله في سورة الحديد، "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور"، وفي سورة هود: "مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ"، وفي سورة الملك: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ".
وفي سورة الأنعام: "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"، فهم عقلوا وفهموا القرآن، وعاشوا المعاني القرآنية، وأصبحوا مثالا لكل مسلم، ومثالا لكل حرّ، يريد التحرر من كل ما هو مادي، ويحصل على أعلى دراجات حريته بالتسليم والعبودية المطلقة لله الواحد الأحد، حينها يتحقق التمكين، ونخرج من التيه الذي نحن فيه.
وهذا لا يعني أن ينسى الإنسان نصيبه من الدنيا، فقال الله، في سورة القصص: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"، وقال الله في سورة البقرة: "وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، وفي سورة هود: "هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا"، فيقع على عاتقنا الإعمار في هذه الأرض وإعلاء كلمة الحق ونصرة المظلومين، فنحن لسنا في الدنيا فقط للّعب وللمتعة، فنُبتلى بالتيه في حياتنا، بل المؤمن المسلم، قوي في مجاله واختصاصه، يتمتع بالأخلاق الإسلامية، فكل أقواله، وأعماله، وجهده، وأمواليه، وذريته لله ومن أجل الله، لا لأي هدف مادي زائل.
فالأمة الآن بحاجة لعلماء حقيقيين تتوافق أقوالهم مع أفعالهم، ويتصدرون المشهد، فيزيدون من إيمان الناس ووعيهم، حتى يتحقق النصر، إلا أن هؤلاء العلماء لابد أن تتحقق فيهم بعض الصفات ليرتقوا بالأمة، منها:
لديهم ولاء شامل لأفكار الرسالة العليا التي تتبناها الأمة الكاملة، فالعالِم الواعي لا يُركز على الاختلاف بين المذاهب وبين شيعي وسني، فهذا العالِم الذي يسعى للفتنة لا يُخذ بعلمه، لكن هذا لا يعني عدم التمذهب، فلكل مجموعة مذهبهم، لكن العالِم الحق لا يتحدّث عن الاختلافات كخلافات، فالاختلافات بالنبسة للعالِم لا تولد الخلافات، فهم لا يدورون في فلك المذهب فقط.
3) وكيف يتحقق التتبير؟
بتدمير كل ميادين العدو، لكن كيف؟
- إظهار وجههم الحقيقي، إعلاميا كما تحدثنا سابقا.
- بتقوية إيمان المسلمين، حتى يكونوا فاتحين، وتحدثنا سابقا عن دور العلماء في ذلك.
- الإخلاص في كل ميادين الحياة، حتى نحصل على اكتفاء ذاتي، فلا نعد بحاجة للعدو ولا لداعمينهم.
- التأثير على المجتمع، وهذا التأثير يتحقق، إما عن طريق دور الأفراد، أو دور الجماعات:
دور فردي:
· شارك في جميع الفعاليات، وأعمل على تغطيتها بنفسك، عبر منصتك الخاصة.
· شارك في مختلف العواصف الإلكترونية، قدر الإمكان، وكثّف من المحتوى المناصر للقضية، موازنا بين مشاهد الألم والأمل.
· اعتمد المصادر الموثوقة، ولا تنجر وراء الأخبار العاجلة، أو الفقاعية، فالغاية لا تبرر الوسيلة.
· لا مكان للحيادية[1] في الإعلام، فنحن أصحاب قضية.
· تبنى قضية خاصة وابحث عن تفاصيلها وأعدّ مادة متسلسلة، وانشرها على صفحتك بشكل مستمر، حتى تصبح متخصصا بها. فيجب أن تتخصص، إما بالجانب التاريخي، الديني، العمراني، الأسرى..إلخ.
· إذا كنت تملك لغة أخرى، طوّر نفسك بها وأعد مادة بها، أو ترجم محتوى متوفر.
دور جماعي:
تشكيل فريق إعلامي، أو فريق...
· تحديد قضية الفريق: ما هو الموضوع، التاريخ، الأسرى، التعليم...إلخ.
· تحديد الفئة المستهدفة وطريقة التواصل.
· إعداد تثقيفي جيد عن القضية.
· توزيع مهام العمل.
· إطلاق الحملات.
· بناء هوية الفريق.
بقلم:
أ. مصطفى صقر
د. عبد الله الجدوع
أ. لبنى معوض
[1] الموضوعية: طرح الرأي والرأي الآخر، لكن تتبنى رأيا منهم، أما الحيادية: طرح الرأي والرأي الآخر، دون تبني أي منهم.


